الحب الحقيقي المعطاء يصنع المعجزات

 

المحتويات

ما هو الحب؟

الحب الحقيقي هو مزيج من مشاعر الإعجاب، الانجذاب، الاهتمام، الشغف، و الشوق و الحنين.

الحب هو قوة معطاءة تمنح الحياة للمحبين، و تضفي لحناً عذباً يمحو الأحزان و يسهم في شفاء الجروح.

و بحديثنا عن الحب لا نقصد فقط الحب الذي يقتضي العلاقة بين اثنين كحبيب و حبيبة؛ بل هناك حب الله و رسوله،

حب  الأصدقاء، الحب داخل الأسرة، حب الأم لأطفالها، حب المعلمة لتلاميذها، حب الجيران،

حب الوطن، و غيرها الكثير من الأمثلة.

مفهوم إبراهيم الفقي في الحب

يقول إبراهيم الفقي -رحمه الله- عن الحب

"لاشك أن حياة الانسان لاتستقيم و لا يكون لها معنى بدون الحب، فبالحب خلق الله سبحانه و تعالى الخلق،

و بالحب أمرهم سبحانه بعبادته، و بالحب سيكافئ المولى تبارك و تعالى عباده الصاحين.

و كي نصل لمرحلة الحب المتكامل يجب أولا أن نصل إلى التسامح المتكامل،

و منه إلى الحب الذي سيقودنا إلى مرحلة العطاء.

لأنك لن تستطيع أن تعطي بدون الحب، و لن تستطيع أن تحب بدون التسامح؛

فلأمور الثلاثة ( التسامح - الحب- العطاء) مرتبطة ببعضها، فلا تستطيع أن تصل لواحدة منها دون الأخرين."

سمات الحب الحقيقي الصادق

الحب الحقيقي هو الذي لا ينتج عنه سوى الخير. يتسم بالشفافية، حب الخير للناس، مساعدة المحتاج،

مواساة الناس، الإحساس بالآخرين، و ترك الشماتة. على النقيض هناك الحب الأناني الذي يستلزم التملك،

و حب الذات و جعل إرضاءها الأولى و الأعظم من كل شيء في الوجود. الحب الصادق هو الذي يشكل

معادلة متوازنة ترضي كافة الأطراف، تستلزم الإنصاف و العدل، تجلب الخير، و أخيراً تحقق السعادة للجميع.

الحب في الأسرة

يبدأ الحب في الأسرة من حب الزوجين لبعضهما البعض. و يتحقق حب الزوجين بالاهتمام المتبادل،

تبادل الهدايا، تبادل كلام عن الحب أمام الأطفال. عندما ينشأ الأبناء في جو عائلي يسوده التعبير عن

الحب بمختلف الأساليب؛ ينتقل إليهم جزء كبير من هذا الحب العفوي. و خاصة إذا ما تم توظيف الحب

الصادق بين الأخوة الذي يقتضي العدل و الإنصاف و عدم المقارنة بينهم؛ حتى لا نشعل نار التفرقة

و البغض التي تقضي على الحب. و بإظهار الوالدين حبهما لأبنائهما و تقبلهما للأبناء كما هم؛ يبعث الراحة،

و السكينة، و الرضا، و يسود الوفاق و تقبل الاختلاف في الآراء، و يزيد من ثقتهم بأنفسهم.

و لعل من أعظم الأمثلة في حب الزوجين هو حب الرسول لزوجته عائشة و تقديره لها؛

و الذي يظهر في امتداحه لها، الاهتمام بمشاعرها، مساعدتها في أعمال المنزل، التنزه معها ليلاً،

و مواساتها في الأحزان و سماع شكواها. و الجميل أيضاً أنه كان و فياً لزوجته خديجة و كان يجهر بحبه

لها عندما قال لعائشة "إني رزقت حبها".

آثار و نتائج الحب الحقيقي

الحب هو القوة التي تبني الصداقة والتسامح والكياسة والاحترام. و هو المصدر الذي يتغلب على

الانقسام والكراهية. الحب كالجذور المتينة التي تثبت العلاقات، و تقوي ارتباط الناس بالشخص أو الشيء المحبوب.

يجب أن نجسد الحب في مختلف نواحي الحياة؛ فبتوظيف الحب نلقى آثاراً طيبة؛ حيث يسود الاطمئنان،

التسامح، الوفاء، و العطاء، و الإيثار. فمثلاً عندما يحب الشخص تخصصه الجامعي بالتأكيد سيرسم بيده

هدف النجاح بصرف النظر عن مدى صعوبته، و سيتولد في داخله دافع و طاقة كبيرة لتحقيق هذا النجاح بحب.

و ليس هذا بالشيء الغريب، لأن الحب قادر على تحقيق الرضا و السعادة للشخص المحب،

و بذلك يكون قادراً على تجديد النشاط و التوجه نحو المثابرة، الجد، ثم الإبداع؛ و بالتالي تزيد قدرته الإنتاجية.

 

الحياة جميلة بالحب، بالمودة، و الوئام. الحب دائماً يصنع المعجزات، يحقق السعادة، و يمحو الكراهية.

فلنسعى دائماً لخلق الحب في حياتنا، في سيرنا، في كلامنا، و في تعاملنا مع الغير.

المراجع :

قوة الحب والتسامح

أضف تعليق