الحب شريان حياتنا

الحب  خلق جميل، وأجمل مافي هذه الدنيا (حب الله ورسوله، حب الآباء للأبناء، حب الأخ وأخته، وحب الرجل و زوجته).

خلق الله الإنسان وأبدع فى خلقه فلقد خلقه سبحانه أرقى  من جميع المخلوقات؛ حيث كرمه بأحاسيس  لا توجد عند أي كائن  غيره ومن هذه  الأحاسيس  التى أنعمها الله على الإنسان  نعمة  الحب ..

هل رأيت  أن الحب يمكن أن يكون  أقوى من حب البقاء أحيانا؟! هناك أناس مستعدون لعمل أي شيء فى سبيل ذلك . بعض الناس  يقومون بأي شيء  ليحصلوا على الحب هل سمعت  مرة بأن  أحدهم انتحر  لأنه لايشعر  بمحبة أحد ؟ أو امرأة أصبحت مدمنة، لأن أحداً لا يهتم بها ؟ أو رجلاً قام بالقتل بسبب فقدان الحب ؟
على سبيل المثال حيث يوجد هناك رجل ارتكب سلسلة  من الجرائم   فقتل أكتر  من خمس عشرة امرأة على مدى السنوات الأربعين  من عمره.. ثم ألقى القبض عليه وعند سؤاله عن سبب قتل أولئك النسوة قال:انهن يستحققن الموت!! كانت أمى تكرهني ،وقد قالت لي ذلك مرارا"..لذلك فأنا أقتل كل امرأة أجد فيها مايشبهها ولو لم تلقوا  القبض علي لقتلت المزيد!!

إذا أردت  برهاناً حياً عما يفعله  الافتقار للحب ،يمكنك زيارة عيادة أي طبيب والسؤال عن أسباب الكآبة والضغط النفسى والقلق، أو  زيارة السجن والسؤال عن سبب وجود  بعض السجناء هناك.
فلاشك أن الافتقار  إلى الحب يمكن أن يسبب مشاعر الوحدة  والكراهية والغضب والاكتئاب والسلوك السيء.

***أنواع الحب***

أولاً : حب الآباء للأبناء

بعض الآباء والأمهات يجدون صعوبة بالغة فى التعبير عن حبهم لأبنائهم.
إذاً كيف يمكننا أن نوصل حبنا لأبنائنا؟
نبدأ باحترامهم، والتعبير لهم عن حبهم يومياً مثلا أحبك صباحاً ومساءً، كلما رأيت سلوكاً إيجابياً نعانق أبناءنا  لتحسين العلاقة، ونمسح مقدمة الرأس مع لمسة الجبين واليد.

ودور الزوج والزوجة يتمثل بالتعبير عن مشاهد الحب أمام  الأبناء  بدلاً من صور الخلافات نصب أعينهم،  والابتعاد عن الموروث السائد أن ذلك عيب  أمام الأولاد.
فلننظر إلى  قدوتنا وأسوتنا فى الحياة  رسولنا الكريم  -عليه أفضل الصلاة والسلام- ومواقفه مع زوجاته عندما بلغ  بلحظات وفاته  لم يختر أن يكون ساجدا ،  بل اختار   أن  يتوفى  ورأسه بحجر زوجته عائشة.  ثم نظر للسواك فوضعته بريقها ثم استاك به.

أي بدأ حياته بحب خديجة وأنهاها بحب عائشة.

وأيضا موقفه صلى الله عليه وسلم مع فاطمة والحسن والحسين. كان يفرح برؤيتها  ويقبلها، تروي السيدة فاطمة عندما كانت تطرق الباب كان رسول الله  يفتح لها الباب  دائما ويقبلها  ويحضنها ويُجلسها بجواره ويقول لها (مرحبا" بابنتى ).

مواقف من الحسن والحسين أيضا وهم صغار  عندما كان يصلي الرسول بالمسجد إماماً وفجأة، أتى الحسن  والحسين ومرو بالصفوف وصعدا على ظهر الرسول وهو ساجد، ومن ثم أطال الرسول  السجود رفقاً بهم، ثم أكمل بعد ما نزلا من ظهره.

فلنعلم دائماً أن شعور الأبناء أنهم  مقبولون يمتعهم بثقة كبيرة فى أنفسهم، ويدعم تقديرهم لذواتهم.

ثانياً : حب الله والرسول

كيف نحب  الله  ونحببه لدى أبناءنا ؟؟
علينا أن نقوم بتعريف أبناءنا صورته عز وجل بالحب والرحمة لنا بدلاً من تعزيز مفاهيم عقابه لنا،وأن نبين لهم ماذا أعد الله لنا في حال طاعته سبحانه وتعالى من جنات وأنهار ومخلوقات عدة و أصناف من الفواكه لا تعد ولاتحصى، وتعريفهم برحمته و محبته عز وجل لنا من خلال قصة الرجل  الذى قتل  ألف نفس ثم تاب ، وقبل الله توبته مع كل الذي اقترفه، إلا أنه  كان لايزال فى قلبه بقية من الخير فغفر الله ذنوبه.

وأيضاً يظهر  حب الله لنا في أنه لايكتب الذنب فوراً إنما يمهله لليل  قال رسول الله(  ان العبد اذا أذنب فان صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات  عن العبد المسلم المخطئ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها وإلا كتبت واحدة).

إذا نام العبد ولم يستغفر فيقول الله ما أقل حياء عبدي نام ولم يستغفر وعزتى وجلالي  لو استغفرني لغفرت له.

إضافة إلى حب النبي صلى الله عليه وسلم، ودورنا  كآباء وأمهات بزرع محبة  النبي محمد صلى الله عليه وسلم  منذ الصغر لأطفالنا؛ حتى ينشأ  جيل  محب لبعضه البعض.

وليكن ذلك بحديثنا عن سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام من خلال  حسن خلقه وأدبه  واستغفاره واجتهاده فى الطاعة وتواضعه واللين فى التعامل وتسامحه وشجاعته وجوده ورحمته وزهده نذكر منها تسامحه  ورحمته لأهل الطائف عندما أُذي الرسول وأُلقي بالحجارة  رفع يده للسماء وقال (اللهم اهدي قومى ).
و عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله يعمل ببيته يخيط ثوبه، ويحلب شاته ويخدم نفسه ويخصف نعله ".

أخيراً : حب الأخ  وأخته

يجب أن نعزز هذا المفهوم من الصغر وعدم التمييز  بينهم  حتى يعم الحب و لا يكون هنالك محل للكره و العداوة و الحقد.

و علينا ان نذكر الأخ بفضل الله و اجره لمن يحسن إلى أخواته حيث قال -صلى الله عليه وسلم- (من كان له  أختان فأحسن صحبتهما دخل الجنة).

أضف تعليق