القرآن الكريم كلام الله السامي الذي لا يتعداه حكمة و لا إعجاز. و بالتفكر و التأمل في آياته نلاحظ روعته و عظمته في عرض قصص الأقوام السابقين، و بيان رسالة الأنبياء الصالحين، و جزاء من اتبعهم بصدق و إحسان، و عاقبة الكفار و المشركين المضلين. قال رسولنا الكريم-عليه الصلاة والسلام- «اقْرَؤُوا القُرْآنَ ؛ فَإنَّهُ يَأتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ». رغم ذلك، يشتكي الكثير من الآباء من صعوبات في تعليم القران للاطفال أو عدم حب أو تعلق أبنائهم بالقرآن، و تفضيل الأغاني و مشاهدة الرسوم المتحركة، أو اللعب بالبرامج الإلكترونية و الألعاب. من هنا و لغرس القيم و الأحكام الشرعية و الأخلاق العظيمة التي تضمنتها الآيات القرآنية. نعرض في هذا المقال عدة اقتراحات اتبعتها شخصياً مع أطفالي لتحبيب و تحفيظ أبنائي بعض القرآن ويمكن اتباعها بشكل عام في تحفيظ القران للاطفال.
مقترحات هامة في تعليم القران للاطفال
- تعريف الأبناء ماهو القرآن، طريقة نزوله، تأثير نزوله على الناس أنذاك.
- سرد قصص الأنبياء للأطفال قبل النوم و بيان القيم و الدروس، على أن يتم الالتزام بذلك كعادة.
- تلاوة الوالدين القرآن قبل نوم الصغار و بذلك سيتعودون على قراءته بأنفسهم لاحقاً؛ لأن من طبيعة الأطفال تقليد والديهم.
- استخدام تسجيلات القرآن الكريم أو المصحف المعلم للاطفال أو معلم القران للاطفال للمساعدة و التخفيف عن الوالدين في التحفيظ، و يعد نوع من التغيير ليذهب الملل بعيداً عن الأطفال فيسهل تعليم القران للاطفال.
- استخدام تسجيلات القرآن التي تكون فيها قراءة قران اطفال مما يشجعهم على الاستماع.
- تعليم الأبناء فهم السورة قبل حفظها، و هذا من شأنه أن يسهل الحفظ بدرجة أولى.
- توظيف القرآن في حياتهم؛ مثلا دعتنا الآية الكريمة للإحسان إلى اليتيم و التصدق على الفقير فلنقم بذلك.
- إبعاد الملهيات من الوسائل الإلكترونية قدر الإمكان؛ حتى لا تشغل بال الطفل و تعرقل تعلقه بالقرآن، فبذلك ينسى ما حفظه منه.
- الاستعانة بفيديوهات الرسوم المتحركة التي تعرض قصص الأنبياء، و القنوات أيضاً المعنية بتفسير السور، و هذا الأسلوب جداً فعال لأنه يوظف الخيال و المتعة في الفهم و الحفظ و التي يبحث عنها الطفل.
- المراجعة الدورية لحفظهم حتى لا يفقد الأطفال ما تم حفظه.
- تخصيص مكافآت للأولاد في حال تمكنهم من الحفظ كنوع من التحفيز و التشجيع على مواصلة الحفظ.
- تحبيب الأبناء في الأناشيد الدينية التي تزرع القيم الأخلاقية العظيمة؛ و ذلك حرصاً على ثباتهم بإذن الله، و عدم التفاتهم للأغاني المفسدة.
ختاماً
الأطفال هم هبة عظيمة من الله للوالدين و من واجبهم كأبوين توجيه العناية و التربية الإسلامية الصحيحة لهم. تحبيب الصغار بالقرآن مطلب أساسي لكل أسرة مسلمة. بالتأكيد ليس بالعمل السهل أبداً، بيد أنه يمكن الاستعانة بأشخاص كفؤ للمساعدة. و بتحقيق هذا الهدف سيشعر الأهل بعد ذلك بالراحة عند رؤية هذا الإنجاز، و لاسيما أنه يستمر عبر الأجيال؛ فكما علمت صغيرك سيقوم بالدور نفسه مع صغيره عندما يكبر. فطوبى لمن ضحى و بذل أقصى الجهود من أجل أبنائه.