الكنز المفقود | لغة الحوار مع الأبناء

الحوار مع فلذات أكبادنا من أقوى وسائل الاتصال الفعالة. فإلى كل من يشعر بالمسؤولية عن حياته و حياة هذا الجيل الصاعد هاهى نقطة البداية. الحوار هو عمل الانبياء والعلماء والمفكرين. وقد ذُكر في القران الكريم في أكثر من موضع و من أمثلته حوار سيدنا نوح مع قومه يرشدهم لعبادة الله، و أيضا "قال له صاحبه وهو يحاوره اكفرت بالذى خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا" -الكهف-.

الحوار هو أساس لنجاح الأب مع ابنه والزوج مع زوجته والصديق مع أخيه. و الأمة الناهضة هى التى يشيع فيها ثقافة الحوار بين أبنائها، وكلما ابتعدت الأمة عن فتح آفاق الحوار عانت من الأمراض الإجتماعية. إن تجسيد الحب للأبناء ينصب حول الحوار معهم لمدة 20 دقيقة في حوار عام كصديق لا نصح فيه فهو يعد من الأولويات لدى الطفل.

كيف يتمثل دور الأبوين

حوار الآباء من الأبناء

لا يقتصر دور الأب على تلبية احتياجات الطفل من مأكل وملبس وتعليم وعلاج والذي هو مجرد انفاق فقط. إنما دوره فى تربية الطفل و إرشاده وتطوير افكاره ومنحه من خبراته وتجاربه بالحياة.

الأم كذلك يجب ألا تكون كالضوء الأحمر للطفل فمثلا عندما يريد أن يتحدث مع والدته أو يسألها تكون النتيجة بالقول "بعدين" أو "أنا مشغولة" و "ما الأسئلة التى تسألها انشغل بدراستك أولى". ذلك لأن تكرار الرد بالشكل الغير مرضى للطفل سيؤول تدريجيا لتعويد الطفل على الصمت والانعزال بغرفته ما أن يصل لمرحلة عدم الثقة بالنفس وعدم الرغبة بالحديث مع أفراد البيت.

فعندما يكبر الطفل و يصل مرحلة الشباب ترى الأمهات تتحدث عن كثرة خروج أبنائهن من البيت وعدم تبادل الحديث معهم. اذن فلنفكر سويا في مثال الشجرة التي إذا نشأت معوجة كم سيكون مدى صعوبة تعديلها أو تحريكها عندما تكبر. المراد من ذلك أن الانسان وهو صغير يكون مرن وبالتالي يمكننا استغلال الحوار لتشكيله وتعديل سلوكياته قبل أن يكبر فيكون التغير صعب.

شهادة حية من أطفال كانوا أجدر من غيرهم بالحوار ولم يحظو به

طفل ممنوع من الكلام

اذكر موقف عن تجربة خاصة مررت بها مع ذوي الاحتياجات الخاصة حيث كنت اتحدث معهم دائما وانصت لهم وقت الاستراحة وهم يعبرون عما يجول بخاطرهم وأمنياتهم وسرد قصص لهم في جو فكاهى. الذي لفت انتباهي من هؤلاء الأطفال قولهم "كان نفسنا يا أبلة انو الكل زيك هيك بسمعنا محدش بسمعنا لا ماما ولا بابا ولا اى معلمة قبللك". والسؤال هنا لما لانصغى لأبنائنا ؟؟؟ أليسوا أمانة في أعناقنا وسنسأل عنهم يوم القيامة.

أطفال يتكلمون

الفكرة أن لغة الحوار تدعم الطفل نفسيا تشعره بأنه موجود وله كيان وذا ثقة وقوة. لابد ان ننزل للمستوى العقلى للطفل. لماذا لاننظر الى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فى تعامله كان أبا حنونا يداعب ويلاعب الاطفال اعطى الطفل نصيبا على الرغم من انشغاله كان صلى الله عليه وسلم يبادر بالسلام على الاطفال عند مروره بهم. وايضا ملاطفة الرسول لأطفال الصحابة عن أنس رضى الله عنه قال (كان لى أخ يقال له أبوعميركان إذا جاءنا رسول الله قال يا أبا عمير مافعل النغير) والنغير هو طائر صغير يسال الطفل عنه -رواه البخارى-.

أضف تعليق